أطلقت مجموعة سعودية مكونة من 12 شاباً وفتاة جامعيين حملة الكترونية إضافة إلى انطلاقها ميدانياً في الرابع من نيسان/إبريل الماضي في جامعات مدينة جدة، تحت شعار «لو كانت أختك»، وذلك بهدف القضاء على مشكلة المعاكسات الشبابية وإعادة الأمان إلى السعوديات في الطريق العام والمجمّعات التجارية. ومن أهم الأسباب التي دعت إلى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الفراغ والانفتاح الخاطئ، ونظرة المرأة إلى ذاتها ونظرة الشاب إلى الفتاة والعكس. «لها» التقت مؤسس حملة «لو كانت أختك» هاشم داغستاني والمديرة التنفيذية نورة المغربي وبعض أفراد الفريق الذين حدّثونا عن الحملة ودورها في تفعيل الوعي الاجتماعي.
أكدت طالبة التسويق في جامعة الملك عبد العزيز ومسؤولة فريق البنات في الحملة مشاعر محمد عيد الخطراوي (21 سنة) أن الحملة جاءت في ظلّ ما تعانيه السعوديات في المجتمع. تقول: «تحمست لفكرة الحملة ليس فقط لأني أعاني من هذا الأمر لكن أيضاً غيرتي على مجتمعي السعودي وعندما أكون قادرة على المساهمة في التغيير ولو بنسبة 1 في المئة فلماذا لا أقوم بذلك».
وعن أبرز الأسباب لانتشار المعاكسات من وجهة نظر الفتيات ذكرت الخطراوي أن الفتيات ومن خلال الاستبيان، أشرت إلى أن وقت الفراغ والفصل بين الجنسين أحد أهم الأسباب في هذه المشكلة، خاصة أن المجتمع لم يعط الفتاة الطريقة الصحيحة في التعامل مع الشاب وحدث الانفتاح فجأة أمام الجنسين، إضافة إلى غياب التوعية والتنبيه ونظرة الفتاة إلى ذاتها وكأنها تبحث من خلال المعاكسة عما ينقصها. كما أن النتائج المبدئية للاستبيان أظهرت مدى تفاعل المجتمع مع الحملة».
وأضافت الخطراوي: «اللوم يقع على الجنسين، فالفتاة هي التي تسمح للشاب بالتمادي أو ترغمه على التوقّف عند حدّه بناءً على ردّة فعلها. كما أن هناك من الفتيات ممن قتلن الحياء لديهن وأصبحن هن المبادرات بالتحدث. وأعتقد أن المعاكسات عبارة عن فعل خاطئ يتمثّل في الكلام أو التحرّش أو فعل سيئ للتواصل بين الجنسين خاصة مع الانفتاح على المجتمعات الأخرى ونقل ثقافات متناسين الدين والعادات التي تربينا عليها في مجتمعنا السعودي».
صبري: المعاكسة فعل شاذ ولابد أن نسعى لاقتلاع هذه الظاهرة السلبية
ويجد أحمد صبري (23 سنة) أحد أعضاء فريق حملة «لو كانت اختك» أن المعاكسات تواصل يتمّ بشكل خاطئ بعيداً عن الطريقة الصحيحة التي تحدث في العلاقات الطبيعية بين البشر، ويبقى الانجراف وراء الأهواء الدافع الأساسي في فعل المعاكسات. والواقع أن اللوم يقع على الفتاة أو الشاب في المعاكسة وذلك بحسب الحالة، أي أنه في بعض الحالات يقع على الذكر دون الأنثى كتلك الحالات التي يعاكس فيها الذكر أنثى محتشمة، وأحياناً يقع على المرأة كالتي تتعرض للرجل بتلميحات ونظرات أو ما شابه دون سابق إبداء رغبة منه. وفي حالات أخرى كثيرة يقع اللوم على الاثنين إذ يبدأ الشاب بالمعاكسة تجاه فتاة قامت طوعاً بالتجول في أماكن المعاكسات وفي أوقات الزحام وأرسلت عمداً إشارات من خلال لباسها أو نظراتها أو مشيتها أو صوتها أو من وسائل أخرى».
وأضاف صبري: «عرفت عن الحملة من خلال صديقي هاشم داغستاني وتحمّست جداً للفكرة، ذلك أن هذه الظواهر السلبية التي تحدث في مجتمعنا لابد لنا أن نبترها من جذورها لكن الأمر يتطلّب بعض الصبر، فالظاهرة الإجتماعية كالمعاكسات لا تنتهي بسهولة إنما تدخل في دائرة الزيادة والنقصان. ففي زمن سابق كانت المعاكسات فعلاً شاذاً ونادراً، من ثم صارت في فترة لاحقة كحالة طبيعية لدى الشباب، بينما الشباب الطبيعيون يظهرون كأقلية صامتة. واليوم هناك مظاهر ومؤشرات تكتّل ضدّ المعاكسة كهذه الحملة، وهي دليل واضح على كره الناس لهذا التخلّف. وبإذن الله سنمضي في الطريق إلى أن يصبح المعاكسون أقليّة شاذة».
وحول الطريقة التي يتمّ بها التحدث مع الشاب الذي اعتاد على فعل المعاكسة تابع صبري حديثه قائلاً: «علاج المعاكسة تربية وتنشئة على المدى الطويل بالتوازي مع قوانين صارمة تُطبق على الكل وبفاعلية على المدى القصير. ومن الممكن التحدث مع الشاب المعاكس من منطلق «ماذا لو كانت أختك» كمبدأ نبوي أصيل في الإحساس بإنسانية الفتاة المتعرّضة للمعاكسة، بمعنى أن إنسانيتها مساوية لإنسانية أختك وأمك أو إحدى قريباتك. كما يمكن التوجّه إليه بأسئلة أخرى مثل: ما الفائدة من المعاكسة؟ أو لم تعاكس؟ وما إلى ذلك . ولا ننسى أن نذكر أن النظام الاجتماعي الحالي في السعودية مثل غلاء المهور يُصعب الحلال على الشباب والبنات بشكل هائل وبالتالي وبدون قصد يُسهل الحرام. علماً أن إيجاد اهتمامات جدية للشباب وملء وقت فراغهم سيؤدّيان إلى نظرة إستحقار واستخفاف إلى فعل المعاكسة».
داغستاني: نطمح إلى تكوين هيئة مختصة في التوجيه المجتمعي لتقويم السلوك الخاطئ
أكد مؤسس الحملة هاشم داغستاني (21 سنة) الذي يدرس إدارة الأعمال في جامعة CBA في جدة، أن هدف الحملة «هو أكثر ما يميزها عن غيرها من الحملات في المجتمع السعودي لأنها تسعى إلى إعادة الأمان للنساء السعوديات من خلال العمل الجماعي الذي يشارك فيه الكل لخدمة المجتمع، وهدفنا تمثيل الشباب بالطريقة الصحيحة التي يفهمها واقتلاع الصحيح من المكان الصحيح».
وأضاف: «نعمل من خلال حملة «لو كانت أختك» على توضيح مفهوم المعاكسات التي تشكّل طريقة خاطئة للتعارف بين الجنسين. ومن واجبنا كشباب وفتيات ننتمي إلى المجتمع السعودي أن نحاول معالجة هذه الظاهرة بأسلوب ذكي خاصة لفئات الشباب وذلك من خلال الحملة التي أطلقناها، فاستفزاز الشاب أسلوب معاصر لردعه عن ممارسة هذه الأفعال الخاطئة. وتستمر الحملة أكثر من سنة. بدأت في 29 آذار/مارس الماضي وستنتهي في الأول من حزيران/يونيو لعام 2010 وذلك رغبة منا في وضع الشاب والفتاة على الطريق الأول والصحيح في حدود النظرة الإيجابية للآخر».
وعن ردود الفعل على الحملة قال داغستاني إن المجتمع «فهم الرسالة التي رغبنا في إيصالها، وهذا ما يدلّ على التفاعل السليم بين الأفراد والمجتمع الذي أبدى مسؤوليته واهتمامه بالحدّ من هذه الظاهرة. إضافة إلى تفاعل الشباب مع العمل التطوّعي ورغبتهم في الإنضمام إلى فريق الحملة». وأوضح أن «فريق الحملة مكوّن من ستة شبّان وست فتيات في الجامعات لشرح حقيقة ظاهرة المعاكسات بين الجنسين والسعي لمحاربة هذه الطريقة الخاطئة في التعارف. لذلك أطالب الجهات المسؤولة بتطبيق قانون تأسيس المؤسسات المدنية التي يقودها الشباب بأفكار تتناسب مع المجتمع من أجل نشر الأعمال التطوعية، وإعطائهم حقّ التمثيل في المحافل الدولية بغرض تحسين صورة المسلمين والعرب في الخارج، ولاسيما أنني أصبحت أشاهد نجاح هذه الحملة وتجاوب فئات كبيرة من المجتمع معنا من خلال الاستمارات التي تم توزيعها على الشباب والفتيات».
وعن ميزانية الحملة وجهة التمويل أشار داغستاني إلى أن التمويل مازال شخصياً، وهو ليس صعباً. وتقدر التكاليف الإجمالية للحملة بـ 700 ألف ريال سعودي».
أما في ما يتعلّق بالعقاب الذي يجب أن يقع على عاتق المعاكس ذكر داغستاني أن الحملة: «تستهدف الشباب من سن 15إلى 30 سنة، وهم الأغلبية ممن يقدمون على فعل المعاكسة. كما أننا لا نحبّذ أن تكون هناك عقوبات أكثر من كونها توجيهات مجتمعية حاضنة للشاب المعاكس الذي يحتاج إلى التفهم أكثر من الزجر والتنفير. ولكن من الأمور التي نطمح إليها تكوين هيئة خاصّة بالتوجيه المجتمعي تضمّ رجال التعليم والتربية لتقويم السلوك إلى الصواب. كما أننا نعمل على تفعيل رؤية لعقوبة تتمثل في عدد من الساعات التطوعية (خدمة المجتمع) التي تُفرض على المعاكس لتقويم السلوك وزيادة وعيه بقيمة المجتمع بأسلوب راقٍ. وندعو أيضاً إلى وضع برامج دراسية في الجامعات والمدارس والكليات عن العلاقة بين الجنسين وكيفية التواصل والتعاون بينهما والابتعاد عن التصرّف بأسلوب خاطئ من كلا الجنسين».
وعن الجهات المسؤولة التي تخاطبها الحملة قال داغستاني: «في المقام الأول نتوجه إلى المدارس والجامعات من خلال إقامة المحاضرات بالتخطيط مع غرفة جدة التجارية الصناعية، إضافة إلى مخاطبة الجهات الإقتصادية والإجتماعية. وستقام ورش عمل أسبوعية لمناقشة الأفكار وتنظيم المحاضرات والاحتفاليات المنظمة في أحد المجمعات التجارية في جدة، وبالتأكيد سيتم الإعلان عنها وهي المرحلة التي تلي مرحلة الاستبيان بإذن الله وهي تدخل ضمن نطاق المرحلة الإعلامية من الحملة. وقد استخدمنا فيها لغة الشباب وإيقاعهم الحاضر للوصول إليهم بأقرب طريق ممكن كاستخدام الصور التعبيرية والأفلام القصيرة والعبارات التأثيرية والمقابلات التلفزيونية والمكتوبة والمسموعة».
نمري: تقبل المجتمع وحرصه على التخلّص من المعاكسات دليل واضح على نجاح الحملة
فهد إبراهيم نمري (21 سنة) هو المسؤول عن فريق الشباب. طالب في جامعة الملك عبد العزيز يدرس الهندسة الصناعية. شارك في عدة حملات خيرية وتطوعية ومن ضمنها حملة «لو كانت أختك»، يقول: «كنّا أنا وصديقي هاشم نتناقش حول نوعية الأفكار الجديدة التي قد نستطيع من خلالها مساعدة المجتمع في التخلّص من آفاته ومظاهره السلبية وبعيداً عن الأنشطة السابقة كإفطار صائم ويوم اليتيم وحملة تنظيف الكورنيش. اقترحت عليه فكرة المعاكسات من مبدأ «لوكانت أختك ترضاها». وفوجئت بهاشم بعد يومين يحضر معه سواراً أزرق وآخر أحمر كُتب عليهما «لو كانت أختك ترضاها». ومن هنا كانت الشرارة الأولى لانطلاقة الحملة، وتمّ التنسيق بيننا للعمل مع شركات الإعلان ومن يرغب في الانضمام إلى الفريق. ومن وجهة نظري أرى أن المعاكسات فهم خاطئ سببه النظرة الخاطئة، ويتمّ التواصل مع الفتاة بأسلوب وطريقة خاطئتين، إضافة إلى كونها نقطة استغلال مادي وعاطفي».
وكشف نمري أنه كان من الشباب المعاكسين مع بداية سن المراهقة إلا أنه بعد ذلك أدرك خطأه وابتعد عنه. «كنت أبلغ 17 سنة عندما قمت بأول معاكسة لفتاة. ربما كنت أطبّق مقولة كل ممنوع مرغوب وأبحث عن الاكتشاف في فهم احتياجات الفتاة وطريقة تفكيرها وتصرفاتها مع الشاب، وغرضي هو التعرف على الفتاة لتنتهي المسألة إما بمقابلة أو حديث عن طريق الهاتف. فالمعاكسات تتمّ عن طريق الانترنت أو في الطريق العام أو المجمعات التجارية. وبعد التجربة أقول انه في السابق كان اللوم يقع على الشاب، لكن في وقتنا الحالي بدأ اللوم يطال الجنسين، وأعتقد أن سبب المشكلة هو الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي على الخارج ووجود التعليم المختلط في المدارس الأجنبية، إضافة إلى من يسافرون إلى الخارج. وفعل المعاكسة اليوم صادر من الشاب والفتاة، فالأخيرة تتحدّى صديقاتها بأنها ستحصل على الشاب لمجرد كسب التحدّي. وتبدأ المغازلة كأن تقول شعرك أو وجهك جميل وما إلى ذلك من عبارات لتصل إلى ما تريد».
وأشار نمري إلى دوره في الحملة قائلاً: «أنا ممثل فريق الشباب في الحملة ومسؤول فريق التخطيط. دوري يتمثّل في الدعاية والإعلان على مستوى المنطقة بحيث أننا نحاول أن نصل بالحملة إلى الجامعات والمدارس والكليات والمحلات التجارية والمقاهي، ففي الجامعة يعمل ممثلنا على توزيع الاستبيانات ونتواصل عن طريق شبكة داخلية بيننا بين جميع الجامعات وممثليها . ومن خلال الاستبيانات التي وُزعت لمسنا الأسباب الرئيسية لظهور المعاكسات في المجتمع وتلخصت في اللامبالاة وتمضية وقت الفراغ في أمور غير مفيدة، توصف بأنها (cool). إضافة إلى حبّ التسلية وخوض التجربة. ونحن نحرص على عنصر التوعية خاصة مع الشباب السلبيين ممن لا يتقبلون السؤال. وأذكر حادثة حصلت معي بالأمس عندما سألت شاباً ماذا لو كانت أختك ليصرخ في وجهي قائلاً: «أنت تتهمني بالقذف فأختي ليست هكذا وهي لا تخرج إلى المجمعات التجارية والأسواق العامة ليعاكسها الشباب! وعندما أوضحت له الفكرة الأساسية من هذه الحملة تفهم الموضوع وشكرني على دورنا في توعية المجتمع والعمل على قتل هذه الظاهر السلبية. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على تقبّل المجتمع لفكرة الحملة ورغبة الجميع في الحد منها».
مغربي: المعاكسات وباء في المجتمع السعودي لابد من القضاء عليه
وأشارت المديرة التنفيذية للحملة نورة المغربي (21 سنة) إلى أن هذه الحملة جاءت لتأكيد رغبة الشباب السعودي من كلا الجنسين في الحدّ من السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع كالوباء، وأضافت: «انطلقنا عن طريق الفايس بوك لإيماننا بأن هذا الموقع سيعمل على نشر الحملة وأفكارها بين فئات كثيرة من الشباب والفتيات، ليس في جدة فحسب بل كذلك مدن السعودية لتصل إلى أكبر فئة من المجتمع بمشاركة الإعلام والمؤسسات التعليمية والجهات الرسمية، بحيث تعالَج المشكلة من كل الجوانب».
وحول مراحل الحملة أوضحت أنها تمر بثلاث مراحل، «الأولى التعريف بمشكلة المعاكسة بعد الإقرار بأنها مشكلة رئيسية في مجتمعنا، والعمل على معرفة أسبابها عن طريق استبيانات وزّعت على الشباب والفتيات في جامعة جدة تضمّ أسئلة بسيطة لكشف الأسباب التي أدّت إلى انتشار هذه الظاهرة. أما المرحلة الثانية فهي للتوعية والتوجيه وفيها يتمّ الإجتماع بالمختصّين من دعاة ومفكرين وأطباء نفسيين واجتماعيين ومن لديهم القدرة على شرح هذه الظاهرة. وأخيراً المرحلة الثالثة تشتمل على التطبيق والتفعيل وفيها نوعان من القوانين المراد تطبيقها في المجتمع. قوانين حكومية وهي التي تفعّلها الدولة، وسيتمّ فيها جمع القرارات بناءً على المرحلتين السابقتين ويتمّ إرسال الورقة للإمارة أو الحكومة لتفعيل قرار قانوني يحد من المعاكسات. وقوانين مجتمعية وهي التي يفعّلها المجتمع. فعلى سبيل المثال من الممكن أن نقيم يوماً سعودياً وعالمياً يحمل شعار «لو كانت أختك»، وفيه يلتزم الشباب عدم المعاكسة، أعلم أنه مستحيل أن ينتهي الأمر بهذه السهولة لكنها دعوة للتقليل من هذه الظاهرة».
وأشارت مغربي إلى أن الأسلوب الذي يتحدث به فريق الحملة مع فئات الشباب والفتيات ممن هم في أعمارهم هو أكثر ما يميزهم في حملتهم عن غيرهم، قائلة: «لكوننا جامعيين أستطيع القول إننا تمكنّا من الوصول إلى أفكار الشباب ومبادئهم. كما أن الصور والتعبيرات التي سنعمل على وضعها في الحملة الإعلانية والدعائية في كل وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات ستصل بالتأكيد إلى مشاعر الشباب والفتيات وتعمل على استفزازهم بالطريقة التي نريدها لنصل إلى النتيجة المطلوبة وهي إقلاعهم عن هذه العادة السيئة».
أكدت طالبة التسويق في جامعة الملك عبد العزيز ومسؤولة فريق البنات في الحملة مشاعر محمد عيد الخطراوي (21 سنة) أن الحملة جاءت في ظلّ ما تعانيه السعوديات في المجتمع. تقول: «تحمست لفكرة الحملة ليس فقط لأني أعاني من هذا الأمر لكن أيضاً غيرتي على مجتمعي السعودي وعندما أكون قادرة على المساهمة في التغيير ولو بنسبة 1 في المئة فلماذا لا أقوم بذلك».
وعن أبرز الأسباب لانتشار المعاكسات من وجهة نظر الفتيات ذكرت الخطراوي أن الفتيات ومن خلال الاستبيان، أشرت إلى أن وقت الفراغ والفصل بين الجنسين أحد أهم الأسباب في هذه المشكلة، خاصة أن المجتمع لم يعط الفتاة الطريقة الصحيحة في التعامل مع الشاب وحدث الانفتاح فجأة أمام الجنسين، إضافة إلى غياب التوعية والتنبيه ونظرة الفتاة إلى ذاتها وكأنها تبحث من خلال المعاكسة عما ينقصها. كما أن النتائج المبدئية للاستبيان أظهرت مدى تفاعل المجتمع مع الحملة».
وأضافت الخطراوي: «اللوم يقع على الجنسين، فالفتاة هي التي تسمح للشاب بالتمادي أو ترغمه على التوقّف عند حدّه بناءً على ردّة فعلها. كما أن هناك من الفتيات ممن قتلن الحياء لديهن وأصبحن هن المبادرات بالتحدث. وأعتقد أن المعاكسات عبارة عن فعل خاطئ يتمثّل في الكلام أو التحرّش أو فعل سيئ للتواصل بين الجنسين خاصة مع الانفتاح على المجتمعات الأخرى ونقل ثقافات متناسين الدين والعادات التي تربينا عليها في مجتمعنا السعودي».
صبري: المعاكسة فعل شاذ ولابد أن نسعى لاقتلاع هذه الظاهرة السلبية
ويجد أحمد صبري (23 سنة) أحد أعضاء فريق حملة «لو كانت اختك» أن المعاكسات تواصل يتمّ بشكل خاطئ بعيداً عن الطريقة الصحيحة التي تحدث في العلاقات الطبيعية بين البشر، ويبقى الانجراف وراء الأهواء الدافع الأساسي في فعل المعاكسات. والواقع أن اللوم يقع على الفتاة أو الشاب في المعاكسة وذلك بحسب الحالة، أي أنه في بعض الحالات يقع على الذكر دون الأنثى كتلك الحالات التي يعاكس فيها الذكر أنثى محتشمة، وأحياناً يقع على المرأة كالتي تتعرض للرجل بتلميحات ونظرات أو ما شابه دون سابق إبداء رغبة منه. وفي حالات أخرى كثيرة يقع اللوم على الاثنين إذ يبدأ الشاب بالمعاكسة تجاه فتاة قامت طوعاً بالتجول في أماكن المعاكسات وفي أوقات الزحام وأرسلت عمداً إشارات من خلال لباسها أو نظراتها أو مشيتها أو صوتها أو من وسائل أخرى».
وأضاف صبري: «عرفت عن الحملة من خلال صديقي هاشم داغستاني وتحمّست جداً للفكرة، ذلك أن هذه الظواهر السلبية التي تحدث في مجتمعنا لابد لنا أن نبترها من جذورها لكن الأمر يتطلّب بعض الصبر، فالظاهرة الإجتماعية كالمعاكسات لا تنتهي بسهولة إنما تدخل في دائرة الزيادة والنقصان. ففي زمن سابق كانت المعاكسات فعلاً شاذاً ونادراً، من ثم صارت في فترة لاحقة كحالة طبيعية لدى الشباب، بينما الشباب الطبيعيون يظهرون كأقلية صامتة. واليوم هناك مظاهر ومؤشرات تكتّل ضدّ المعاكسة كهذه الحملة، وهي دليل واضح على كره الناس لهذا التخلّف. وبإذن الله سنمضي في الطريق إلى أن يصبح المعاكسون أقليّة شاذة».
وحول الطريقة التي يتمّ بها التحدث مع الشاب الذي اعتاد على فعل المعاكسة تابع صبري حديثه قائلاً: «علاج المعاكسة تربية وتنشئة على المدى الطويل بالتوازي مع قوانين صارمة تُطبق على الكل وبفاعلية على المدى القصير. ومن الممكن التحدث مع الشاب المعاكس من منطلق «ماذا لو كانت أختك» كمبدأ نبوي أصيل في الإحساس بإنسانية الفتاة المتعرّضة للمعاكسة، بمعنى أن إنسانيتها مساوية لإنسانية أختك وأمك أو إحدى قريباتك. كما يمكن التوجّه إليه بأسئلة أخرى مثل: ما الفائدة من المعاكسة؟ أو لم تعاكس؟ وما إلى ذلك . ولا ننسى أن نذكر أن النظام الاجتماعي الحالي في السعودية مثل غلاء المهور يُصعب الحلال على الشباب والبنات بشكل هائل وبالتالي وبدون قصد يُسهل الحرام. علماً أن إيجاد اهتمامات جدية للشباب وملء وقت فراغهم سيؤدّيان إلى نظرة إستحقار واستخفاف إلى فعل المعاكسة».
داغستاني: نطمح إلى تكوين هيئة مختصة في التوجيه المجتمعي لتقويم السلوك الخاطئ
أكد مؤسس الحملة هاشم داغستاني (21 سنة) الذي يدرس إدارة الأعمال في جامعة CBA في جدة، أن هدف الحملة «هو أكثر ما يميزها عن غيرها من الحملات في المجتمع السعودي لأنها تسعى إلى إعادة الأمان للنساء السعوديات من خلال العمل الجماعي الذي يشارك فيه الكل لخدمة المجتمع، وهدفنا تمثيل الشباب بالطريقة الصحيحة التي يفهمها واقتلاع الصحيح من المكان الصحيح».
وأضاف: «نعمل من خلال حملة «لو كانت أختك» على توضيح مفهوم المعاكسات التي تشكّل طريقة خاطئة للتعارف بين الجنسين. ومن واجبنا كشباب وفتيات ننتمي إلى المجتمع السعودي أن نحاول معالجة هذه الظاهرة بأسلوب ذكي خاصة لفئات الشباب وذلك من خلال الحملة التي أطلقناها، فاستفزاز الشاب أسلوب معاصر لردعه عن ممارسة هذه الأفعال الخاطئة. وتستمر الحملة أكثر من سنة. بدأت في 29 آذار/مارس الماضي وستنتهي في الأول من حزيران/يونيو لعام 2010 وذلك رغبة منا في وضع الشاب والفتاة على الطريق الأول والصحيح في حدود النظرة الإيجابية للآخر».
وعن ردود الفعل على الحملة قال داغستاني إن المجتمع «فهم الرسالة التي رغبنا في إيصالها، وهذا ما يدلّ على التفاعل السليم بين الأفراد والمجتمع الذي أبدى مسؤوليته واهتمامه بالحدّ من هذه الظاهرة. إضافة إلى تفاعل الشباب مع العمل التطوّعي ورغبتهم في الإنضمام إلى فريق الحملة». وأوضح أن «فريق الحملة مكوّن من ستة شبّان وست فتيات في الجامعات لشرح حقيقة ظاهرة المعاكسات بين الجنسين والسعي لمحاربة هذه الطريقة الخاطئة في التعارف. لذلك أطالب الجهات المسؤولة بتطبيق قانون تأسيس المؤسسات المدنية التي يقودها الشباب بأفكار تتناسب مع المجتمع من أجل نشر الأعمال التطوعية، وإعطائهم حقّ التمثيل في المحافل الدولية بغرض تحسين صورة المسلمين والعرب في الخارج، ولاسيما أنني أصبحت أشاهد نجاح هذه الحملة وتجاوب فئات كبيرة من المجتمع معنا من خلال الاستمارات التي تم توزيعها على الشباب والفتيات».
وعن ميزانية الحملة وجهة التمويل أشار داغستاني إلى أن التمويل مازال شخصياً، وهو ليس صعباً. وتقدر التكاليف الإجمالية للحملة بـ 700 ألف ريال سعودي».
أما في ما يتعلّق بالعقاب الذي يجب أن يقع على عاتق المعاكس ذكر داغستاني أن الحملة: «تستهدف الشباب من سن 15إلى 30 سنة، وهم الأغلبية ممن يقدمون على فعل المعاكسة. كما أننا لا نحبّذ أن تكون هناك عقوبات أكثر من كونها توجيهات مجتمعية حاضنة للشاب المعاكس الذي يحتاج إلى التفهم أكثر من الزجر والتنفير. ولكن من الأمور التي نطمح إليها تكوين هيئة خاصّة بالتوجيه المجتمعي تضمّ رجال التعليم والتربية لتقويم السلوك إلى الصواب. كما أننا نعمل على تفعيل رؤية لعقوبة تتمثل في عدد من الساعات التطوعية (خدمة المجتمع) التي تُفرض على المعاكس لتقويم السلوك وزيادة وعيه بقيمة المجتمع بأسلوب راقٍ. وندعو أيضاً إلى وضع برامج دراسية في الجامعات والمدارس والكليات عن العلاقة بين الجنسين وكيفية التواصل والتعاون بينهما والابتعاد عن التصرّف بأسلوب خاطئ من كلا الجنسين».
وعن الجهات المسؤولة التي تخاطبها الحملة قال داغستاني: «في المقام الأول نتوجه إلى المدارس والجامعات من خلال إقامة المحاضرات بالتخطيط مع غرفة جدة التجارية الصناعية، إضافة إلى مخاطبة الجهات الإقتصادية والإجتماعية. وستقام ورش عمل أسبوعية لمناقشة الأفكار وتنظيم المحاضرات والاحتفاليات المنظمة في أحد المجمعات التجارية في جدة، وبالتأكيد سيتم الإعلان عنها وهي المرحلة التي تلي مرحلة الاستبيان بإذن الله وهي تدخل ضمن نطاق المرحلة الإعلامية من الحملة. وقد استخدمنا فيها لغة الشباب وإيقاعهم الحاضر للوصول إليهم بأقرب طريق ممكن كاستخدام الصور التعبيرية والأفلام القصيرة والعبارات التأثيرية والمقابلات التلفزيونية والمكتوبة والمسموعة».
نمري: تقبل المجتمع وحرصه على التخلّص من المعاكسات دليل واضح على نجاح الحملة
فهد إبراهيم نمري (21 سنة) هو المسؤول عن فريق الشباب. طالب في جامعة الملك عبد العزيز يدرس الهندسة الصناعية. شارك في عدة حملات خيرية وتطوعية ومن ضمنها حملة «لو كانت أختك»، يقول: «كنّا أنا وصديقي هاشم نتناقش حول نوعية الأفكار الجديدة التي قد نستطيع من خلالها مساعدة المجتمع في التخلّص من آفاته ومظاهره السلبية وبعيداً عن الأنشطة السابقة كإفطار صائم ويوم اليتيم وحملة تنظيف الكورنيش. اقترحت عليه فكرة المعاكسات من مبدأ «لوكانت أختك ترضاها». وفوجئت بهاشم بعد يومين يحضر معه سواراً أزرق وآخر أحمر كُتب عليهما «لو كانت أختك ترضاها». ومن هنا كانت الشرارة الأولى لانطلاقة الحملة، وتمّ التنسيق بيننا للعمل مع شركات الإعلان ومن يرغب في الانضمام إلى الفريق. ومن وجهة نظري أرى أن المعاكسات فهم خاطئ سببه النظرة الخاطئة، ويتمّ التواصل مع الفتاة بأسلوب وطريقة خاطئتين، إضافة إلى كونها نقطة استغلال مادي وعاطفي».
وكشف نمري أنه كان من الشباب المعاكسين مع بداية سن المراهقة إلا أنه بعد ذلك أدرك خطأه وابتعد عنه. «كنت أبلغ 17 سنة عندما قمت بأول معاكسة لفتاة. ربما كنت أطبّق مقولة كل ممنوع مرغوب وأبحث عن الاكتشاف في فهم احتياجات الفتاة وطريقة تفكيرها وتصرفاتها مع الشاب، وغرضي هو التعرف على الفتاة لتنتهي المسألة إما بمقابلة أو حديث عن طريق الهاتف. فالمعاكسات تتمّ عن طريق الانترنت أو في الطريق العام أو المجمعات التجارية. وبعد التجربة أقول انه في السابق كان اللوم يقع على الشاب، لكن في وقتنا الحالي بدأ اللوم يطال الجنسين، وأعتقد أن سبب المشكلة هو الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي على الخارج ووجود التعليم المختلط في المدارس الأجنبية، إضافة إلى من يسافرون إلى الخارج. وفعل المعاكسة اليوم صادر من الشاب والفتاة، فالأخيرة تتحدّى صديقاتها بأنها ستحصل على الشاب لمجرد كسب التحدّي. وتبدأ المغازلة كأن تقول شعرك أو وجهك جميل وما إلى ذلك من عبارات لتصل إلى ما تريد».
وأشار نمري إلى دوره في الحملة قائلاً: «أنا ممثل فريق الشباب في الحملة ومسؤول فريق التخطيط. دوري يتمثّل في الدعاية والإعلان على مستوى المنطقة بحيث أننا نحاول أن نصل بالحملة إلى الجامعات والمدارس والكليات والمحلات التجارية والمقاهي، ففي الجامعة يعمل ممثلنا على توزيع الاستبيانات ونتواصل عن طريق شبكة داخلية بيننا بين جميع الجامعات وممثليها . ومن خلال الاستبيانات التي وُزعت لمسنا الأسباب الرئيسية لظهور المعاكسات في المجتمع وتلخصت في اللامبالاة وتمضية وقت الفراغ في أمور غير مفيدة، توصف بأنها (cool). إضافة إلى حبّ التسلية وخوض التجربة. ونحن نحرص على عنصر التوعية خاصة مع الشباب السلبيين ممن لا يتقبلون السؤال. وأذكر حادثة حصلت معي بالأمس عندما سألت شاباً ماذا لو كانت أختك ليصرخ في وجهي قائلاً: «أنت تتهمني بالقذف فأختي ليست هكذا وهي لا تخرج إلى المجمعات التجارية والأسواق العامة ليعاكسها الشباب! وعندما أوضحت له الفكرة الأساسية من هذه الحملة تفهم الموضوع وشكرني على دورنا في توعية المجتمع والعمل على قتل هذه الظاهر السلبية. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على تقبّل المجتمع لفكرة الحملة ورغبة الجميع في الحد منها».
مغربي: المعاكسات وباء في المجتمع السعودي لابد من القضاء عليه
وأشارت المديرة التنفيذية للحملة نورة المغربي (21 سنة) إلى أن هذه الحملة جاءت لتأكيد رغبة الشباب السعودي من كلا الجنسين في الحدّ من السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع كالوباء، وأضافت: «انطلقنا عن طريق الفايس بوك لإيماننا بأن هذا الموقع سيعمل على نشر الحملة وأفكارها بين فئات كثيرة من الشباب والفتيات، ليس في جدة فحسب بل كذلك مدن السعودية لتصل إلى أكبر فئة من المجتمع بمشاركة الإعلام والمؤسسات التعليمية والجهات الرسمية، بحيث تعالَج المشكلة من كل الجوانب».
وحول مراحل الحملة أوضحت أنها تمر بثلاث مراحل، «الأولى التعريف بمشكلة المعاكسة بعد الإقرار بأنها مشكلة رئيسية في مجتمعنا، والعمل على معرفة أسبابها عن طريق استبيانات وزّعت على الشباب والفتيات في جامعة جدة تضمّ أسئلة بسيطة لكشف الأسباب التي أدّت إلى انتشار هذه الظاهرة. أما المرحلة الثانية فهي للتوعية والتوجيه وفيها يتمّ الإجتماع بالمختصّين من دعاة ومفكرين وأطباء نفسيين واجتماعيين ومن لديهم القدرة على شرح هذه الظاهرة. وأخيراً المرحلة الثالثة تشتمل على التطبيق والتفعيل وفيها نوعان من القوانين المراد تطبيقها في المجتمع. قوانين حكومية وهي التي تفعّلها الدولة، وسيتمّ فيها جمع القرارات بناءً على المرحلتين السابقتين ويتمّ إرسال الورقة للإمارة أو الحكومة لتفعيل قرار قانوني يحد من المعاكسات. وقوانين مجتمعية وهي التي يفعّلها المجتمع. فعلى سبيل المثال من الممكن أن نقيم يوماً سعودياً وعالمياً يحمل شعار «لو كانت أختك»، وفيه يلتزم الشباب عدم المعاكسة، أعلم أنه مستحيل أن ينتهي الأمر بهذه السهولة لكنها دعوة للتقليل من هذه الظاهرة».
وأشارت مغربي إلى أن الأسلوب الذي يتحدث به فريق الحملة مع فئات الشباب والفتيات ممن هم في أعمارهم هو أكثر ما يميزهم في حملتهم عن غيرهم، قائلة: «لكوننا جامعيين أستطيع القول إننا تمكنّا من الوصول إلى أفكار الشباب ومبادئهم. كما أن الصور والتعبيرات التي سنعمل على وضعها في الحملة الإعلانية والدعائية في كل وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات ستصل بالتأكيد إلى مشاعر الشباب والفتيات وتعمل على استفزازهم بالطريقة التي نريدها لنصل إلى النتيجة المطلوبة وهي إقلاعهم عن هذه العادة السيئة».
الأربعاء 25 يناير - 13:46 من طرف mai_adel
» هيئة المحلفين الأميركية تمنع القس جونز من حرق القرآن
الأربعاء 25 يناير - 13:45 من طرف mai_adel
» السعودية تنشيء دار للسجينات المفرج عنهن.اقراء المزيد.
الجمعة 13 يناير - 12:25 من طرف mai_adel
» هشام طلعت والسكري ينجوان من حبل المشنقة بعد الحكم القضائي المفاجئ في قضية سوزان تميم
الجمعة 13 يناير - 12:23 من طرف mai_adel
» ثري عربي يشتري قطعة ملابس "داخلية" للاعبة التنس بـ30 ألف دولار
الإثنين 26 ديسمبر - 13:37 من طرف mai_adel
» دبابات سعودية على الحدود السورية
الإثنين 26 ديسمبر - 13:35 من طرف mai_adel
» حصري وعاجل: بالصور فرح شعبي أمريكي بعد مقتل بن لادن امام البيت الابيض في واشنطن.
الجمعة 16 ديسمبر - 18:56 من طرف mai_adel
» بعد ممارسته للجنس ملك الجمال "يأكل الضرب"
الجمعة 16 ديسمبر - 18:55 من طرف mai_adel
» "ويكيليكس": بن لادن نجا من القوات الأميركية بمساعدة أحد أمراء الحرب
السبت 26 نوفمبر - 21:10 من طرف mai_adel